الاثنين، 1 مايو 2017

دوران الحياة .../ بقلم / وائل أسحق

قصتي 

// دوران الحياة //
  الجزء الأول

(( حديث الروح ))
(( الشب بغرفته حزين يتصل بحبيبته اللامبالية ))
هو : حبيبتي
هي : اي
هو : اسف حبيبتي
هي : خلص...مليت من كلمة أسف
هو : حبيبتي
أنا يلي كلي جروح
صرت لجروحك الروح
هي : بلشنا.......
هو : عطيتك قلبي المجروح
بطعنات فكرك المذبوح
هي : خلي الشعر يطعميك خبز
هو : مابصير بلا اسباب نروح
وتتركي الدمع يسوح
ع الخدين ويضل ينوح
هي : اي خلص روح
هو : ع بعدك صرت مطروح
متل ضريح بأحد الصروح
هي : تركني.... حاجتك
هو : مبروك عليك الروح
وبفلوسك عطيتي الممنوح
هي : طول عمرك هيك
هو : الحب مش للجروح
والامل الموجود ما بروح
هي : حاجتك حكي بلا طعمة
روح شوف العالم وسياراتن
وأنت لساك ماسك القلم وشعرك المسكين
هو : المصاري بلا أخلاق شو بتعمل ؟
هي : بلا فلسفتك وانساني
هو: كيف انساك (( يبكي الشاب))
الله يسامحك
هي : الله لا يسامحني اذا بضل معك(( مع غصة))
هو : معقول كرهتيني
هي : لا... لا.......لا........( بارتباك)
اي..........( مع غصة ودموع )
خلص تركني( بصوت يرتجف)

أغلقو الهاتف وكل واحد منهم اصبح شارد بذكريات ماضي خالد ودموعهم تسبح كطفل شارد
 . الجزء الثاني 
(( لقاء ملغوم))
بعدما أنهى مكالمته مع حبيبته اللامبالية ؛ جلس أمام نافذة غرفته متأملا السماء الماطرة بوابل يملأ الأراضي الجرداء ...
ليرى أؤلائك البؤساء يعانون تحت المطر وجريان الوحل تحت أقدامهم ....
وبينما هو يتأمل ، دخلت والدته عليه :
الأم : مساء الخير حبيبي
هو : أهلين ( عيناة خارج النافذ ة )
الأم : شوبك قاعد حزين وما بتحاكي حدا
هو : مالل من ظلم الدنيا ( دون النظر لأمه)
الأم : يلا قوم جهز حالك جاي لعنا جارتنا الجديدة
هو : مين جارتنا
الأم : البنت الحلوة المستأجرة حدنا
هو : لو كان حبي مصدر جنوني
ماكان حزني هو قدري
الام : ( غير مبالية لما قاله)
جارتنا بتدرس بالجامعة وحابة تتعرف علينا
هو : محاولاتك لتمحي ظلامي
تاج بحطو ع راسي
بس في ملاك ساكن فؤادي
لو اجتمعت بنات العالم الفاني
الام : ( صامتة وبدموع سابحة بالعين تخشى الخروج)
هو : نظراتك امي بتدبحني
ولاجلك رح اترك حزني
وروح معك حامل همي
الأم : ( بابتسامة صغيرة و ايدها ع كتف ابنها )
هو : ( مع دموعه البركان )
أعصابي تالفة بلا قدر
وروحي مالة كلها ضجر
بس لعيونك امي قررت السهر
الام : ( خرجت من الغرفة لتمسح دموعها وتتصل بجارتها)
هو : ( ببطء يرتدي ثيابه ويخاطب صورة حبيبته )
لولاك حبيبتي ما كنت حزين
لولاك ما كان قلبي مسكين
عودي وخذي مني الحنين
سعيدة ستكونين
بعيدة عن الآهات والانين
( خرج ليرى الحضور بانتظاره وتبدأ السهرة)
 .. الجزء الثالث.
(( خجل اللقاء))
دخل الى صالون بيته ليرى أمه والفتاة بانتظار قدومه ...
هو : (بخجل)
مسالخير
الأم: أهلين حبيبي
الفتاة : ( بخجل ودلع )
مسا النور
أما هو فقد شعر بسخرية الموقف وبدأ عقله يهزأ به ويرسل له تنبيهات عصبية بأفكار كاذبة واهية ....
جلس دون كلام مطأطأ الرأس ذاهبا بفكره البعيد نحو حبيبته التي وحدها تعطيه لذة العيش .... وبدأ يرسم خيالات وبدائع بعقله ربما تغنيه عن واقعه الأليم ...
الأم : بعرفك ع جارتنا الجديدة بتدرس بالجامعة
هو : ( بنظرة سريعة)
تشرفنا
الفتاة : ( بابتسامة )
الشرف الي
ثم ذهبت الأم الى المطبخ
الفتاة : انا اسمي....
هو : ( مقاطعا لها)
ما بهمني الاسم انا بهمني انو انتظر ينقطع حبل رجائي وبتمنى يكون قريب
الفتاة : ليش متشائم ...لسا الحياة بأولها وأنت شب
هو : شو معنى حياتي بلا قلبي
شو معنى وجودي بغياب حبي
رغم استمرار خفقان قلبي
وهي بعيدة عن حضني
نسيت كل انواع طقوسي
من مزح وتعارف و تخاطبي
انت شو ذنبك بحضوري
بعتذر عن شي خارج ارادتي
بيدفعني لكل تصرفاتي
الفتاة: ما تتأسف أنا متلك وظرفي متل ظرفك
هو : ( بعيون جاحظة متفاجأة )
ظرفك !!! ليش شو صاير معك ؟
الفتاة : رح احكيلك قصتي
هو : تفضلي عم اسمعك
الفتاة : ....
 .... الجزء الرابع 
(( حوار غامض))
ازداد شغف الفتاة في التواصل معه عندما شعرت انه يرغب بسماع قصتها
الفتاة: أخباري بتبلش بقصة أزهاري لما ربيعي بلش يبتسملي
وهلأ في شي بداخلي عم يأجج مستفبلي
(هو بعيون ثاقبة وأذان صاغية)
الفتاة : رغم عمري الصغير... حياتي مستمرة....لان في حدا
غرس بقلبي آمال وأحلام بيعجز انو يحققها ....
وانا ما طلبت المستحيل.... يعني كل يلي طمعت في
انو يكون طيف لوحتي و يبقى جنبي

هو : وينو هلأ ؟!!!
الفتاة: سافر لمكان بعيد
صار بين النجوم قنديل
يضوي أمسياتي بحنين
هو : قصدك أنو حبيبك مات
وانت لسا مستمرة بالحياة
بارادة وعزيمة وأيمان
الفتاة: يلي مواسيني خيالي
صورو تفرحني بأذهاني
هو : معك حق أحيانا عقولنا بترسملنا رسوم لحقيقة غير
موجودة إنما بتعطينا أمل البقاء لنستمر..
الفتاة : كنت مفكرة مات الأمل
بعد ما روحي تركت جسدي للأزل
وصرت بحياتي خريف بلا جدل
هو : بتمنى تكوني أحسن
الفتاة : نحنا أضعف من أنو نقطع رباط حياتنا المقدس يلي
خلقنا......
نحنا أضعف من أنو نقرر مصيرنا ونقتل روحنا وننحر
جسدنا.....
نحنا أقوى بالحب والإيمان....
هو : معك حق بس كيف قادرة ( باسغراب )
الفتاة : رح قلك كيف .... لما تروح تزورني
هو : زورك ! وين؟ كيف؟ ليش ؟
الفتاة : رح اكتبلك عنواني
هو : بس انت مو مستاجرة بحارتنا
الفتاة : اي بس بدي شوفك بهاد العنوان وهو مكان عام
هو : اتفقنا لان حابب اسمع اكتر عن املك و حبك للحياة

( هنا دخلت الام لتدعوهم للعشاء ) .. 
الجزء الخامس
 (( لقاء غريب))
بعد تلك الليلة ، أصبح قلبه منتفضا لجرح قريب ....ثائرا لهدوء بعيد ...لا يخطر له نوم او يقظة .
فقال في نفسه أن يذهب الى ذلك الموعد عله يروح عن نفسه هموم التفكير .
ففي صباح اليوم التالي استيقظ ليرى نفسه أنضر ... ينتابه نشاط بعدما كان شاحب اللون متضعضع الوجه.
فارتدى أجمل ما لديه ووقف أمام صورة حبيبته ليكلمها قبل المغادرة ....و قال لها :
( حبيبتي انا واثق عم تسمعيني رغم بعدك عني ... ورغم انك تركتيني وانا بأمس الحاجة لحضنك ....رح قلك انو الحياة عم تبتسملي ويمكن يازهر ربيعي ...صحيح ما بعرف لوين رايح وليش وكيف .....بس بعرف اني مرتاح وعندي رغية لاكسر نفوري وانقباضي..... حبيبتي سامحيني... لاول مرة رح أبعد عنك بس راجعلك...)

ثم ينطلق الى موعده.....لكن كعادته خرج من المنزل طارقا الأرض وإن صادفه احد رفع رأسه ليرد التحية الصباحية بخجل...
تابع مسيره بين أزقة الحي و ارصفة الطريق ...طارقا رأسه أحيانا و رافعه للتحية أحيانا أخرى ... ترافقه زقزقة العصافير وضجيج السيارات واوراق الشجر المتساقط مع بزوغ خيوط الشمس الخجولة... و أجراس ترن في عقله عما سيقابله في هذا الموعد...
فأسباب العيش لديه اصبحت الآن حاضرة وبدأ يعرف للسعادة معنى منذ فترة طويلة ...كل هذا وهو لا يعرف سبب سعادته ...
يمشي ببطء وبفكره ؛ ماهو الشيء الذي شده لهذا الموعد....
فقد استطاعت الفتاة ان تقوي جناحيه وتنهضه من مكانه الكسير الذليل.....وتخرجه من قوقعته الظلامية السوداء وتعيد له ما سلبته منه وحدته من سرور و بهجة.....
فهذه الفتاة هي الوحيدة التي دخلت عقله لتصبح انيسته واعادة له لذة العيش وجمال الحياة......
أما هو وقد اقترب من مكان الموعد لتزداد تخيلاته الذهنية وتموج اصوات بأذنه عما سيلاقيه....
اما حبيبته الغائبة الحاضرة بقلبه وعقله .... رافقته طول الطريق عبر ذكريات الامكنة التي مر بها .....
ففي كل فصل وكل زاوية ....تحت المطر ودفء الثلج... له ذكرى مع حبيبته الساكنة فؤاده ....
ومع كل زاوية يتوقف برهة ليعود به الزمن .......
ثم يتابع سيره .....
أخيرا وبعد رحلة طويلة بالخيالات والذكريات وقصيرة بالمسافة ... استوقفته رائحة عطر رائع تعلن عن وصوله... فاذا بفتاة جميلة الطلة والقامة .... انيقة اللسان والملبس....
رأها وخيوط الشمس تنحدر على وجهها ليزداد بريقها....
القى التحية عليها وصعدا الى .........
 ........ الجزء السادس 
(( اللقاء))

تفاجأ من كرم الفتاة ورفعتها في الاستقبال وسعتها بالمحبة... فهذا ما شده نحوها ....
وبكل خطوة نحو الطابق الذي تسكنه ....

تراوده أفكار متخبطة مابين اللقاء وخيانة حبيبته....
دخل الى منزلها فاذا هو عبارة عن غرفة انتظار تليها غرفة مكتب تحتوي سرير للمرضى....
الفتاة : اهلا وسهلا فيك بعيادتي
هو : عيادتك؟! ..... ليش انت شو بتعملي
الفتاة : أنا اخصائية نفس وارشاد اجتماعي
هو : يعني انت وامي ضحكتو علي ع اساس انا مري 

الفتاة : طبعا لا ،
 بس انا ما عندي مكان تاني غير هون لنتقابل
هو : ع أساس انت طالبة جامعة
الفتاة : بصراحة 

امك هيك بدا وقالتلي لعالجك بس انا مو
مو شايفتك مريض
هو : طيب مو مشكلة .... لازم تفهمو اني مو مريض
الفتاة : لاتزعل من امك لانها خايفة عليك
هو : ( صامت بغضب خافت )
وبهذه اللحظة 

دب سكون بينهما لتبقى نظرات الاعجاب منه والشفقة منها...
فقد سكنت كل الأشياء من حولهما إلا صوت عقارب الساعة المزدحمة على أبواب الزمن...
جلس و هو يترقب ويتسائل ...

 وعيناه تنطق ماعجز لسانه عن نطقه ....
 فهو يظن انه اضعف من ان يفصح ما بداخله في هذه اللحظة ....
ثم أقبلت الفتاة نحوه حاملة معها كأس نبيذ .....
ولما اقتربت منه ابتسم وتناول كأسه ليقول لها :
هو : لما اجيتي ونبيذك عطيتيني
عيني انجذبت وخجلتيني
وقلبي صار يدق بحنيني
لأمسيات الحب لو قتلتيني
صرت بوضع ضعيف وحرجتيني
لما انحنيتي تضيفيني
صدرك الناعم عزز فيني
رغبة لضمك وقلك جننتيني
ليش عم تعذبيني
بغرفتك المعطرة حبستيني
بلباسك الجاذب سحرتيني
وصار فضولي يغريني
وعطشي زاد بجنوني
لطعم الرمان ما تخذليني
قربي لعندي ولا تكوني عنيدي
طفي ناري يلي دوبتيني
وسمعي دقات قلبي وضميني
الفتاة : كنت بدي عالجك
صرت مجنونة بحبك
وعندي رغبة لامس قلبك
لعد دقاتو وانا بحضنك
ووزع هدايا ع شفافك
وخلي صدري يسبح ع جسمك
وارفع صلاتي بزيت قربك
لا تظن اني بلا مشاعر وانا جنبك
خلينا نعيش الحب وننسى مرضك
رح كون متل ما بدا عيونك
وطفي نار شغفك
وبعطيك الرمان اذا عجبك
 ....... الجزء السابع (( لكم النهاية ) )
في صالون المنزل حيث يتواجد أخوته ووالده....
وهو ما زال في غرفته واضعا يديه على قلبه ودموع تنحدر على خديه ، فما زال في غيبوبته منذ سنة .
وهم يتسامرون بحزن .... دب صمت ليعم أرجاء المكان.
ولتصل لأذانهم أنفاسه التي تقاتل صدره ، وأنين صوته الجارح للسمع .
فجأة ينهض من سريره ليتقدم نحو باب غرفته حاملا صورة حبيبته .... ويمشي بهدوء حتى وصل الاريكة ... بينما الجميع مذهولا بما يشاهدون ...
جلس بجانب أخته التي بدأت والحاضرين بالبكاء المصحوب مع ابتسامة فرح ...
بينما هو يتجول بناظريه على الموجودين ...
هو : ليش عم تبكو ؟ !!!
الأب : ولا شي حبيبي بس اشتقنالك
هو : معقول كل هالبكي لان اشتقتولي ليش وين كنت أنا ؟!
الأخت : لا تفكر بشي حبيبي ...المهم انك بخير
هو : طيب ماشي... بس وين الماما.....
قال مبارح عرفتني ع بنت دكتورة نفسية ههههههههه
مفكرتني مريض
هنا الجميع مذهول مع دموع لما يقول
هو : فهموني ليش عم تبكو ؟
ثم يلتفت للمطبخ ليصرخ بصوته الخجول
هو : ماما ماما ماما اشتقتلك
صوته الخافت الضعيف أشعل المشاعر ووعواطف الحاضرين لتنتشر في فضاء الصالون موسيقى السماء العالية التي لم يتوقعها العقل البشري.....وما زال ينادي أمه ......
بينما أخته تحتضنه بحب......
والباقي مطرقين الرأس احتراما لغمامة الحب الماطرة بسماء المنزل....
وهو بدأ يشعر بغرابة الموقف وسذاجة الحاضرين.....فهم على بكاء دائم وهو لا يعرف السبب ....
فقرر أن يذهب للمطبخ.....
وببضع خطوات رفع رأسه ليرى صورة والدته معلقة ... وهي لم تكن كذلك من قبل ...انزلها وقال لهم...
هو : ايمتا الماما علقت الصورة
الأب ينهض اليه ويقول له بلهجة الحزين الغاضب
الأب : حاجتك يا ابني.... حاجتك تقهرنا .....
أنت لسا مريض حبيبي.....من سنة تقريبا رحت مع أمك
وخطيبتك ع السوق ليشترو لوازم عرسكم بس للأسف
عملنا حادث كبير .... انا كسرت ايدي ورجلي بينما هني
قرروا يروحو لعند الرب....وأنت من هالوقت عايش
بغيبوبة
هو : ( بكلام هادئ وصوت مرتجف )
بس حكتني وعملتلي عشا وعرفتني ع بنت ...
ورحت لعند البنت ووووو
الاخت : حبيبي يمكن طيف امنا وروح حبيبتك كانو بحلمك
الأب : أكيد ووجودن بالحلم ساعدوك لتقوم من جديد
هو : بس اشتقتلن..
النهاية....
وائل اسحق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق