الثلاثاء، 31 يناير 2017

.جلسة محاكمة/ بقلم /ابتسام البطاينه

.جلسة محاكمة..
سأشرع الليلة بترتيب أوراقي..
وسأراجع ملف القضية...
واضيء مصباحي..والملم دفاتري القديمة..
لأستعيد بعض اعترافاتي...
وأذكّرُ نفسي بتفاصيل غابت عن ذهني..
وسأطرح عليكِ سيدتي بعض اسئلتي..
فتنهدت بكل وقار الارض..ونهضت..
تجر ثيابها المخملية..على أرض غرفتي ..
وكأنها تتبختر بصالون قاعات الملوك المذهلة..
بتحفها وأضوائها وبساطها الاحمر المخملي..
وباتت تقف امامي كالنخيل الباسق بصمت الملوك
وخلعت تاجها الماسي ..ووضعته بجانب مطرقتي..
وقالت: أمرك سيدي..ما تهمتي ؟
فرفعت ناظري عن وريقاتي..التي اكتبها..وصرعني
ما ارى..يا لذهولي..يا لأوصالي تذوب لتوها...
هزة ارضية اصابت معقلي..ام نجم هوى من سمائي..
ماذا ارى ..؟؟
أيُّ مخلوقٍ انت..هل من كوكب الهوى..
ام نجمةٌ مرصعةٌّ ..تهاوت من الفضاء..
اهذا الثوب القرمزي كشفاهك ..يطأُ الثرى..
ويدوس بساط العشق..وينتظر اللظى..
أيُ حوريةٍ انت ..برب الكعبة..
اطرقت برأسها خجلا..يا ابن الذين..صمتت اللمى..
وارتجف كأس العشق ثملا ..بين يديها يروي الظمأ..
وقالت بصوت الف حورية ..تسرق الطرف مني..والتوى لسانها..فعبثت بكلامٍ غير مفهوم وتمتمت الشفاه..
ماذا تريد يا سيدي القاضي..وما ذنبي..ومن أنا..
اطرقت امام القد والحسن والبهاء..وهاج شرياني..
ووقف القلب نابضا بأحاسيس الجوى..
وقلت..رفقا سيدتي..وهل يحاكم الملاك ..حاشا.
حاشاك
ِ ان تنزلي لمرتبة البشر ..وتحاكمين.
بل سأصدر حكما تعسفيا ..وتنفذي..
ان اراقصك لحظة يطيب بها الخاطر ..وتستكين البلوى..
فتناجت مقلتينا ترفا..وأطلت النظر..حتى تهاوت معي..
وارخت بجيدها اللؤلؤي على كتفي..
والتوت بقدها المياس حول يدي..
ومسكتُ بكفها ..وشبكت أناملي أعتصر مواجعي..
وتنهدتُ بلهيب الشوق وجذبتها فتلتصق بجلدي وعظمي..
وتعصر أشواقي ويتصبب جبيني...
وأضمها..ثم أطلق يديها..وأعاودها..حتى ..تلاشت ..بين أذرعي..
وذابت كقطعة سكر..في قهوتي..
واستفقت..من حلمي..
أين دفاتري..وأين مطرقتي..وأين الماثلة امامي..
فنهضت فزعا يائسا متألما من حلمي..
تبا للنوم ..تبا للحلم..تبا لمن أيقظني..
هنيهااات ..اجمل وارق من كل ايامي..
مثلت امامي..زرقاء اليمامة..وشجرة الدر..وبلقيس..
بتاجها الماسي ..وثيابها..تجر..وعطرها يفوح..وقلبي يختلج..
وآهااات ..مبعثرة..
لا أعلم هل اكمل المحاكمة؟؟؟
انتهت المحاكمة..
..
..
بقلمي 
ابتسام البطاينه
كروان الاردن المغرد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق