الأربعاء، 29 مارس 2017

دموع مصطفى/ بقلم /ناهد الغزالي

نجمة يارا
دموع مصطفى...
ذات مساء، خرجت لأشتري خبزا شاميا وبعض الأغراض...مررت قرب صبية يلعبون بحبور...كانت ضحكاتهم تنزع من ثغر المساء الكئيب كدره... سألتهم عن أقرب دكان في الحي، فأنا غريبة عن هذا المكان، وهذه ليلتي الأولى خارج حضن الوطن... رافقني صبي في الحادية عشرة من عمره... يدعى مصطفى...، ترك أترابه وذهب معي... ها نحن في الدكان... فجأة تناثر دمع المساء... تعالت صيحات الفزع... انهارت المباني ملتهمة ابتسامات الأطفال... ارتعش مصطفى،ضممته إلي...لهيب أنفاسه المتقطع يلفحني..."أخاف أن تصاب عائلتي بمكروه" تملكني الرعب... لكني تمالكت نفسي وهدأت من روعه... في طريق العودة... انهارت قوتي... اضطرمت نار القهر في صدر مصطفى... لقد مات أتراب ... تشبث بي...صاح بفزع... جثا على ركبتيه يتمرغ في التراب... علا نحيبه... فشلت في مواساته....تراجعت قليلا إلى الوراء... فسقطت من السرير...فتحت عيني فإذا بنجمتي تهم بالخروج... حاولت إمساكها... كعادتها غمزتني واختفت...
ناهد الغزالي/تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق