الأحد، 26 مارس 2017

مذكرات سجين 7 صدمة/ بقلم /ناهد الغزالي

مذكرات سجين 7
صدمة
تعافيت من المرض بعد أن صرت صديقا للممرضة التي أنقذت حياتي...مرت الأيام متثاقلة... عشت فيها صراعا نفسيا وحيرة... تأجل الحكم عدة مرات...كلما قابلت أمي تحذرني من مقابلة طبيب السجن الذي كان دائم السؤال عني حسب ما أبلغني به السجناء... ذات مرة أخبرني الحارس بزيارة أكيدة...نزلت بسرعة دون معرفة الزائر..." أهلا دكتور يوسف... كيف حالك؟
ضمني إليه... وأجهش بالبكاء... لم أعرف السبب لكني بكيت... قبل يدي... بدت الحيرة على ملامح وجهي... "عابد يابني أرجو أن تسمعني وتصغي جيدا لما سأقول" تسارعت دقات قلبي...
"كنت أعيش في العراق... اشتغلت طبيبا هناك... تزوجت بعراقية... بعد قصة حب دامت سبع سنوات...
تخليت عن خطيبتي (ابنة خالتي) مما أثار غضب عائلتي الرافضة لزواجي...أنجبت توأما عقيل وعابد" 
أحسست برجيف يخترق قلبي... أمسك يدي مواصلا كلامه...
اندلعت الحرب وكثرت الضحايا هناك...دعوت زوجتي للعودة معي إلى تونس لكنها رفضت بشدة... أخذت ابني عابد ( اختنق بدموعه وتسمرت في مكاني كالتمثال) بغفلة من زوجتي التي كانت بصدد وضع الغداء... أما عقيل كان نائما فلم أتمكن من أخذه معي...دخلت إلى أرض الوطن...استأجرت منزلا في الوسط بعيدا عن أهلي...خوفا من ردة فعلهم... تعرضت لمشاكل... سجنت إثرها مما جعلني أضطر لوضع ابني في قرية أطفال...لم أجد وقتا للعودة إلى مدينتي وتركه عند عائلتي...
خرجت من السجن بعد عشر سنوات...بحثت عن ابني... لكني لم أجده..علمت أن المدير السابق أعطاه لعائلة من الشمال التونسي...بحثت كثيرا حتى يئست...فتحت عيادة خاصة...وأقوم بفحص السجناء هنا...أنت ولدي يا عابد...."
تراجعت إلى الخلف... لم أتفوه بكلمة...
ناهد الغزالي/تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق