الاثنين، 31 أكتوبر 2016

مأساةُ الحياة / بقلم /إبراهيم_فاضل

مأساةُ الحياة
====================

زَرَعَ الجائعونَ غابةً للرجاء
صارَ فيها البُكاءً شجراً
والغصونُ وطناً
كلُّ غصنٍ من جنين
من بروجِ الفجيعةِ أهةً للجائعين
شاكياً حُلمَ السنين
كلُّ يومٍ يموتون
يزرعون وجوههم في الزوايا
كلُّ يومٍ يخرجُ طيفٌ حزين
عائداً بالمرارة
ذائباً بساحاتِ التكايا
يُمزقُّ بطونَ الجائعين
في سياجِ الحدودِ الخفية
والرياحِ البقية
وقفنا ننادي ونجمعُ الهواء
نجمعُ عرقَ الكادحين من كلِّ فضاء
ننسجُ من نورِ الشمس رداءً
في كلِّ منارةٍ بيضاء
الليالي بيوتٌ من الحُلمِ يرتادها الجائعون
في ينابيعنا الحزينة يغتسلُ العابرون
أيُّ مدٍ ينتظرنا ؟
ونفوسنا مغلقةٌ كالمحار
نلمحُ وجهي الليل والنهار
من أعماقِ الأشياءِ الفانية
كلُّ أصدافنا تظلُّ مُغْلَقة
تجيءُ الحُمَمُ وتوميءُ الصاعقة
تصيحُ الشمسُ وتعرفُ ما تقول
نُصارعُ الموتَ وَنتكسَرُّ كالبلور
والرعاةُ يبحثون عن ذبيحة
والضوءُ يفتحُ الشبابيكَ جارياً كالمُهر
جاءَ في أولِ النهارِ في موسمِ الكهولة
في بلادٍ نسيتْ اسمها
ننتظرُ أنْ تحدثَ مُعجزة
أنْ تشرقَ الشمسُ ها هُنا
في مغاورِ النفسِ العميقة
كيف نكتشفُ الآخرين ؟
في لغةٍ تُغيرُ الفصول
لكنَّ الفرحَ غائبٌ
فنسقطُ بين لحظةٍ ولحظة
كزفيرِ بلبلٍ يموت
بين غفوةٍ وغفوة
نبقى هنا أثراً لسوانا
في الظلِ تحت الفصول
والشمسُ تأذنُ بالأفول
================
بقلمي / #إبراهيم_فاضل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق